السفر في بطن الوحش

نصيبك بحياتك من الناس يلي بتحبن أنّك تشوفن برا سوريا..

أنا صبية سورية عايشة ب سوريا، بالرغم من كل الظروف السيئة يلي كنا عم نمر فيا ب وقت الحرب إلا أنو وجود عيلة بتحبك معك بخليك تنسى أو تتناسى يلي عم تعيشو، عايشة ب عائلة بسيطة مؤلفة من أب موظّف وأم ربة منزل وأخين.

بيوم مشؤوم وبظل القصف والغارات يلي كانت تصير ب الجامعات السورية وبعد غارة انضربت على جامعة حلب /كلية العمارة يقرر العصفور الأول من أخواتي أنو يسافر حتى يأمن مستقبلو.

مشاعر طفلة بعمر 9 سنين كانت غير مفهومة

•ليش سافر؟

•لو ماكانت الغارة يلي انضربت رح تقتلو كان رح يضل؟

•شو يعني يأمن مستقبلو؟

تساؤلات كتيرة كنت ولا زلت ماعم لاقيلا جواب.

شهر، شهرين، 3 شهور عندي أمل انو رح يرجع ويكمل دراستو ويخلص الكابوس وتخلص الحرب.

بيوم من أيام الصيف بتوصل رسالة من أخي

“أنا نقبلت بجامعة بأوروبا ورح اطلع كمّل دراسة هنيك”

مشاعر مختلطة غير مفهومة

نقاشات كتيرة كانت عم تصير والسؤال يلي عم يدور

“كيف فينا نودعك قبل ما تسافر ؟”

 *5102 والسفر*

“ضبوا الشناتي”

رح نسافر الأسبوع الجاي ومتلنا متل كتير سوريين رح نسافر

[تهريب]

بالوقت يلي قررنا نسافر فيه حتى نشوف ناس منحبن ونودعن على أمل لقاء قريب بعيد ما كنا منعرف….

•رح نوصل حتى نشوفو ؟

•رح يصير شي عالطريق؟

•في حدا رح يحكي شي مع شب عمرو 81 مسافر ومعو تأجيل؟

•إذا طفلة مو محجبة ممكن حدا يتعرضلا؟

من عادات وتقاليد الحلبيّة انن بيعرفو كيف ينبسطو..

كان الطريق عبارة عن سيران

مليان أحاديث مع ترقب وخوف من المجهول..

 31 ساعة حتى توصل على مكان كنت توصلو قبل الحرب ب ساعة هو أمر متعب وبخوف.

وصلنا عند أول حاجز للنظام السابق.

الشباب يتفضلو لعنا المعلم بدو ياكن

مع شوية مصاري ودخان المعلم ما بيبقى بدو ولاشب، وهيك مضي كل الطريق والحواجز معروف كيف بتم التعامل معا

وصلنا على حواجز الطرف التاني

وكمان مرة تانية الشباب لازم ينزلو حتى يشوفن الريس.

مرق أصعب وقت ومضينا مراحل كتيرة وخطوات لحد ما وصلنا عالحدود

” *المرحلة الحاسمة”*

بيناتنا كم متر ومنوصل عالأراضي التركية

ولاد/شباب/بنات/كبار بالعمر/أطفال رضّع/عوائل كاملة من مختلف الطوائف والمحافظات كانو مجتمعين وكلن قلب واحد أو هيك كان المفروض يكونو

كل حدا فين الو قصة مختلفة

وحلم ما قدر يحققو، وعلى أمل يتحقق ببقعة جغرافية بعيدة عن الحرب والظلم يلي عاشوه ببلدن.

الكل كان مترقب إشارة أو صوت حتى يعبر هاد الطريق المليان رمل حجار شوك وتيل مانع إضافة لوجود ألغام متفرقة بتتفجر لمجرد أنّو تلمسا.

فجأة طلع صوت “يلاا”

الكل صار يركض

فقدو الوعي والكل بس بدو يركض وينفد بحالو

طريق مليان ناس وصوت عضم عم ينكسر {خالة بعمر ال06 واكتر، جسما ما ساعدا اني تركض تفركشت بالحجر ووقعت، ماحدا ساعدا أو بعّد عنا بالعكس صارت جسر ليعبرو الناس}

بهيك منظر مرعب كان الأولوية النا انو نرجع ونلاقي مكان تاني نحاول نروح منو

شاء القدر وقدرنا نلاقي معبر صغير تاني..

ركضنا وركضنا وركضنا حتى خلص هاد الطريق

سيارات سوزوكي عم تنتظرنا

حتى نطلع فين لياخدونا على مكان تاني

العيل تفرقت، جزء منن قدر يعبر الطريق وجزء لسا عم يحاول، ناس مسكتا الشرطة وما معروف شو رح يصير فين…

•رح يرجعو؟

•ممكن يقتلون؟

•معقول ينفقدو ومانعرف عنن ولاشي؟

وصلنا وقضينا وقت حلو  *ولكن* وعلى قولة فيروز

“لكن بالآخر في آخر في وقت فراق”

ضبينا غراضنا وقررنا نرجع ومتيقنين بأني الطريق رح يكون أسهل.

وصلنا على مكان التهريب، مو نفس المكان يلي جينا منو

مكان جديد.

 حفرة مو شارع، الناس مالن موجودين، نحن لحالنا، شو لازم نعمل؟؟؟

 تيل وشوك بلور مكسر،عناصر شرطة موجودين حوالي هالحفرة.

•وين الأشخاص يلي كانو معنا وقت جينا؟

•ليش نحن بس يلي رح نرجع؟

•معقول مانعرف نطلع من هالحفرة ونموت هون؟

أخدنا إشارة وصار لازم ننزل من هالحفرة ونطلع من الطرف التاني حتى نوصل للأراضي السورية.

حاولت اتخيل اني هاد بركة سباحة مو حفرة مليانة بلور وشوك وحجار، كان الموضوع أصعب بكتير من المتوقع

ولمجرد ما قربنا نجتاز هالحفرة

كنا مجروحين بسبب كمية البلور والشوك.

كل حدا فينا كانت إصابتو مختلفة، الإصابة الأكبر كانت ب إيد ماما

العضم مبين.

الدم بكل مكان.

دموعك تلقائيا بتصير تنزل متل الشلال

•شو لازم نعمل؟

الشرطة التركية انتبهت وساعدتنا اني نطلع بس جبرتنا اني نرجع على تركيا.

رحنا على مشفى مشان الجروح يلي صابتنا.

وبقينا حتى قدرت ماما تتعافى.

للمرة التالتة خلال شهر ونص

رح نرجع نجرب تجربة التهريب

بس هالمرة مو طريق طويل ولا حفرة.

رجعنا ب سيارة ودخلنا من الحدود كيف وشلون ؟

الجواب ببساطة:

 كل ما دفعت أكتر كل ما بتلاقي حلول أكثر أمانا

•يا ترى كانت مستاهلة نخاطر كل هاد؟

• لو ماما كان صايرلا شي عالطريق رح نقدر نسامح حالنا؟

• رح ارجع اقدر عيد هالمغامرة مرة تانية؟!

 4202

خلص زمن التهريب راح، هالمرة رح نسافر بس نظامي وكلشي تمام التمام

جيبو جوازات السفر يلي ضليتو 12 ساعة واقفين على الدور حتى استلمتون، بيان عائلي، حياة جامعية، وراق كتيرة ومعاملات ضلينا عم نشتغل فين أشهر حتى نطلع ونعمل مقابلة ب لبنان على أمل نرجع نلتقي.

تحدد الموعد حجزنا السيارة

_وراق المقابلة وموعد المقابلة ✅

_ حجز فندقي مع مصاري كاش✅

_ بطاقة نقابة بتسمحلك تدخل أنت وعيلتك على لبنان لمدة 51 يوم✅

كل هالاثباتات يلي بتسمحلي ادخل بشكل نظامي، ما كانت مخليتني اتوقع اني ممكن ارجع عيد تجربة التهريب مرة تانية.

سبق وقلت أهل حلب بحبو البسط، طول الطريق رواق أغاني هادية سوالف وحكايا

وصلنا عالحدود اللبنانية السورية 05.6 مساء

الشرطة اللبنانية اعتذرت مننا

وقت الدخول على أراضينا لل00.6 فقط

بعد كثير من المحاولات

وافقو انن يشوفو الأوراق والثبوتيات يلي معنا

وإذ كانت المفاجأة الكبيرة

مافي أي شي بيسمحلي اني ادخل بشكل نظامي

_مو وصلان إشعار عالحدود باسمائنا

_ لو كنت مسافرة بالطيران كنت بستفيد من موضوع الحجز الفندقي

_عمرك فوق ال81 والبطاقة النقابية بتدخل الأب ومرافق معو زوجته فقط

 أهلي مارضيو يتركوني ارجع على سوريا لحالي

قررنا نرجع على حمص وننام ليلة هنيك حتى نقدر الصبح نراجع السفارة ونشوف وضع الاشعار

باليوم التاني فقنا الصبح

ورجعنا عالحدود

وللأسف ماكان الي نصيب اني جرب شعور ادخل نظامي على شي بلد

بعد محاولات كتيرة قدرت اقنع أهلي اني ادخل بس تهريب

وهنن بدخلو نظامي ومنلتقى هنيك

بلشت الرحلة بس بطريقة مختلفة

هالمرة رح كون لحالي

رجعت عالحدود السورية بعد ما كنت طالعة خمس دقايق

وصرفت 001$ كرمال ثيادتو يكون رضيان علي لأني مغتربة

وجاي ع سوريا.

طلعت من الحدود، انتظرت سيارة الشخص يلي رح يطالعني

وكان الطريق السهل الممتنع

عبرنا النهر مشي

وبعدا بلشو الموتورات طلعنا أنا ومعي مجموعة أشخاص عالموتورات، خطرلي اسأل وين نحن

ف خبرني الشوفير اني صرنا ب لبنان.

كنت مفكرة اني الموضوع خلص هون وقربت وصل

بس للأسف كان يوم مليان مغامرات خبروني انو رح اطلع بخزان لفترة صغيرة شي خمس دقايق

المفروض مني ما خاف

ورح وصل على بيروت بسرعة

وصلنا للمكان المحدد بعد اكتر من خمس ساعات

شفت كتير أشخاص أهدافن بسيطة وصعبة “نلاقي شغل حتى نقدر ناكل و نطعمي أولادنا وأهلنا”

الناس يلي عايشين جوا سوريا عايشين عالحوالات والسرقة

مرقو كم ساعة وصار وقت الشيء المخيف “الخزان”

كان عبارة عن قبر فيه أنبوبين تنفس وضو

عبرنا ووصلت بعد عذاب كتير كبير

بس الأهم وصلت

•ليش عملتي هاد كلو وعرضتي حياتك للخطر بس كرمال مقابلة؟

*أكيد لا كنت رح شوف العصفور يلي طار من عشر سنين ورجع هدّى ونزل على لبنان.

•شو صار بالمقابلة؟

*انرفضت وبدون أسباب مقنعة.

•رح ترجعو تلتقو برا سوريا؟

*خلصت الحرب وتحررت سوريا ورح نرجع نلتقى ببيتنا الحنون ونصنع ذكريات جديدة بعيدة عن كلشي صار معنا قبل.

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *